الخميس، 15 أكتوبر 2015

المصدر الحيواني أم النباتي في تغذية الدواجن

إختارت مكة للأعلاف من أول يوم أن تنتج أعلاف عالية الجودة من مكونات نباتية بنسبة 100 % وذلك لأن المكونات الحيوانية وإن كانت أقل تكلفة إلا أنها سيئة السمعة لما إرتبط بها من أمراض و أوبئة تصيب الدواجن وقد تنتقل الى الإنسان و ذلك الذى أدى إلى قيام اللجان الزراعية و حكومات دول الاتحاد الأوروبي إلى منع استخدام هذه المواد في علائق الأبقار و الأغنام و الدواجن، خوفا على صحة الإنسان من هذه الأمراض و تنفيذا لرغبة المستهلكين ...
وللمقارنة بين الماضى والحاضر أو بين أعلاف نباتية وأعلاف أخري لننتقل الى الى المقال التالى..
المصدر الحيواني أم النباتي في تغذية الدواجن
استخدمت و لعدة سنوات المواد ذات الأصل الحيواني في تغذية الدواجن و بخاصة منذ بدء الاهتمام بالتربية المكثفة للدواجن في المزارع, و نظرا لاختلاف تركيب الجهاز الهضمي و طبيعة الهضم في الدواجن عن الحيوانات المجترة أو الكبيرة (مثل الأبقار و الجاموس) و كذلك عدم قدرة الدواجن على تكوين الأحماض الأمينية الضرورية داخل أجسامها ( الأحماض الامينية هي الوحدات البنائية التي يتكون منها البروتين) و نظرا لزيادة الاحتياجات من هذه الأحماض الأمينية اللازمة و للنمو و الإنتاج, و أيضا لاحتواء المصادر الحيوانية على بعض العناصر الغذائية الغير متوافرة بنسب كافية في المواد ذات الأصل النباتي و بخاصة الأحماض الأمينية الضرورية, كل هذه العوامل أدت إلى زيادة الاهتمام باستخدام مواد العلف الأولية ذات الأصل الحيواني في تغذية الدواجن و قد أعطت مردودا إيجابيا من ناحية معدلات النمو و الإنتاج. و من تلك المواد ذات الأصل الحيواني المستخدمة في أعلاف الدواجن كلا من مسحوق السمك و بخاصة المعامل حراريا منه و كذلك مسحوق اللحم و مسحوق اللحم و العظم و مسحوق مخلفات ذبح الدواجن و مسحوق الدم و مخلفات صناعات الألبان.
و تعتبر البروتينات الحيوانية ذات قيمة غذائية عالية بالمقارنة بالمصادر النباتية لأنها تتكون من تركيبة متكاملة ومتوازنة من الأحماض الامينية و بشكل مشابه لما هو موجود في أجسام الدواجن و بالتالي فان الاستفادة منها تكون أعلى عن البروتينات النباتية, كما أن البروتينات الحيوانية تسد النقص في الحمض الأميني اللايسين الذي تفتقر الحبوب الغذائية النباتية إليه و كذلك يسد النقص في الحمض الامينيى الميثيونين الذي يقل وجوده في كسب فول الصويا (الذي يعتبر أشهر وأكثر مصادر البروتين النباتي استخداما في علائق الدواجن), كما أن هذه المصادر الحيوانية مصدر جيد لكلا من عنصري الكالسيوم والفسفور اللازمين للعديد من الوظائف الفسيولوجية داخل الجسم, و كلك مصدر للكثير من الفيتامينات مثل مجموعة فيتامين ب . وللعلم فإن هذه المصادر الحيوانية أصبحت تدخل في تركيب علائق الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب في كثير من الدول.
و لكن نتيجة لظهور بعض المشكلات و بخاصة في الحيوانات الكبيرة مثل الأبقار مثل جنون البقر و الحمى القلاعية و التسمم بالديوكسين و التي حصلت في كثير من الدول الأوروبية, و كذلك خوف المستهلكين من تناول لحوم الحيوانات المغذاة على علائق ذات أصل حيواني, أدى ذلك إلى قيام اللجان الزراعية و حكومات دول الاتحاد الأوروبي إلى منع استخدام هذه المواد في علائق الأبقار و الأغنام و الدواجن، خوفا على صحة الإنسان من هذه الأمراض و تنفيذا لرغبة المستهلكين. وكذلك فإنه في حالة تربية أصول و جدود الدواجن فإنه يتم تغذيتها على علائق نباتية نظرا لان البروتين الحيواني و بخاصة المصنع منه بطريقة سيئة يعتبر مصدرا لبعض الميكروبات التي تنتقل للدواجن و بخاصة السالمونيلا و الميكوبلازما, بالإضافة إلى ذلك هناك تخوف شديد لدى الكثيرين من كثرة استعمال المضادات الحيوية فى تغذية و علاج الدواجن بسبب أو بدون سبب في كثير من مزارع الدواجن مع استعمال بعض الهورومونات في التغذية (ولو أنه محرم دوليا استعمالها حاليا), و نتيجة لذلك فانه توجد بعض المتبقيات من هذه المواد في أجسام و لحوم الدواجن و هنا تكمن خطورتها على صحة الإنسان.
ومن هنا فقد لجأت العديد من المزارع والكثير من الدول الى الاعتماد على المواد ذات الأصل النباتي فى تغذية الدواجن لتحل محل المواد ذات الأصل الحيواني , لكن هنا لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن هذه المواد النباتية سوف تزيد من أسعار الأعلاف بنسبة تصل الى 10% و هذه بدوره سوف يرفع من أسعار الكيلو جرام الحر و المذبوح من لحوم الدواجن.
ومن ضمن المصادر ذات الأصل النباتي التي يمكن استخدامها في علائق الدواجن كلا من كسب فول الصويا (والكسب هو المادة الناتجة والمتبقية من عصر الحبوب و البذور لاستخراج الزيت منها) و كسب الصويا مصدر جيد للبروتين و يحتوى على نسبة جيدة من الحمض الامينى اللايسين, و من المصادر النباتية الأخرى كلا من كسب دوار الشمس و كسب القطن المقشور و كسب بذور اللفت و جلوتين الذرة و غيرها, إلا انه يعيب كلا منها أحد العيوب. وهنا يجب التنويه على أهمية تنوع مصادر البروتين النباتي في علائق الدواجن و ذلك لكي تكمل بعضها البعض من حيث محتواها من العناصر الغذائية.
و على الرغم من استخدام المصادر النباتية في بعض البلدان والمزارع حاليا فى تغذية الدواجن إلا أن هناك عيوب تنتج عن استخدام مثل هذه المصادر النباتية ومنها:
1- قد يكون هناك صعوبة كبيرة في الحصول على أكثر من مصدر نباتي لكي تكمل بعضها البعض في محتواها من العناصر الغذائية و تعويض النقص في العناصر الغذائية المطلوبة.
2- ارتفاع أسعار و تكلفة العلف نتيجة استعمال المواد النباتية, وبالتالي زيادة أسعار لحوم الدواجن في النهاية.
3- غياب العوامل الغير معروفة Unidentified factors في النباتات و التي يعتقد أن لها دور كبير في النمو, بالإضافة إلى ظهر عوامل مضادة في الغذاء لا بد من التغلب عليها قبل استعمال المصادر النباتية مثل البقوليات.
4- الحاجة إلى استعمال الزيوت بنسبة عالية لتعويض النقص الذي يحدث في الطاقة في أعلاف الدواجن و هذا سوف يتطلب مجموعة من الإجراءات الأخرى مثل ضرورة إضافة نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة في العلف وسوف يؤدى إلى مشاكل و معوقات فى صناعة العلف المحبب للدواجن و يؤدى إلى تغيرات في الشكل الفيزيائي للعلف الناتج مثل اللون و القساوة و القابلية للتفتت, الأمر الذي قد يلعب دورا في تغيير سلوك الطائر و عاداته الغذائية.
5- ضرورة استعمال الزيوت الغير مشبعة في الأعمار المبكرة و الزيوت الغير مشبعة فى الفترة المتأخرة من التربية منعا لتشحم دهن الذبيحة مما يجعل المستهلك لا يقبل عليها مع حدوث تغير فى رائحة و لون اللحم والتأثير على وزن الذبيحة النهائي.
6- هناك نقطة هامة لا بد من الانتباه لها عند استبدال المصادر النباتية بالحيوانية و خاصة إضافة المزيد من كسب فول الصويا, و هي كميات البوتاسيوم, حيث استعمال كميات كبيرة من كسب فول الصويا فى العلف سوف يؤدى لرفع محتوى العلف من البوتاسيوم و هذا بدوره سيؤدى إلى زيادة استهلاك الماء لدى الطيور و ارتفاع حساسية الطيور للإصابة بالاسهالات ناهيك عن ا لمشاكل التي سوف تحدث لزيادة رطوبة الفرشة و انتشار الكوكسيديا العدو الأول للدواجن.
7- مصادر البروتين النباتي يقل محتواها من الفسفور و الكالسيوم بالمقارنة بالمصادر الحيوانية, لذا لا بد من إضافة مصادر أخرى تحوى هذين العنصرين الهامين واللازمين للعديد من الوظائف الحيوية الهامة بالجسم.
و بناءا على ما سبق, فإنه في رأيي فإن استعمال المصادر النباتية في علائق الدواجن ليس بالأمر السهل و الهين و لا بد من دراسة الموضوع من كل جوانبه, مع الأخذ في الاعتبار كافة النقاط و الاعتبارات المطلوبة للتغلب على المشاكل التي تنجم عن استعمال هذه المواد.
ولفض الاشتباك القائم حول استخدام اى من هذه المصادر في تصنيع علائق الدواجن, فيمكن اقتراح بعض النقاط التالية:
1- يمكن تقليل محتوى أعلاف الدواجن من المصادر الحيوانية و ليس اللجوء إلى أسلوب منعها منعا نهائيا بل يتم تقليل مستواها فى الأعلاف مع الاعتماد على مصادر جيدة منها مثل منتجات اللبن الثانوية (مثل الشرش و غيره). وهو ما يتمشى مع الطبيعة حيث نجد الكثير من الطيور تتغذى على بعض الحشرات والديدان من الأرض مما يدل على احتياجها للكثير من العناصر الغذائية ذات الأصل الحيواني.
2- لا بد من قيام الحكومات و يعاونها المؤسسات و الجمعيات العلمية و الأهلية بدور رقابي في تحليل عينات من هذه المصادر الحيوانية و الكشف عن وجود أي متبقيات بها مع وضع حدود آمنة لهذه المتبقيات و عدم السماح بتداول اى منتج يتجاوز الحدود المسموح بها من المتبقيات في الأنسجة, و في هذا الشأن يمكن التوسع في استخدام المساعدات الحيوية Probiotics أو ما يطلق عليها البدائل الطبيعية للمضادات الحيوية و هذه المواد تحفز على النمو و تساعد في زيادة قدرة الطائر على مقاومة المسببات المرضية.
3- يمكن اللجوء إلى استخدام البروتين الميكروبي Microbial protein أو البروتين البيولوجى Biological أو البروتين وحيد الخلية Single cell protein كما يطلق عليه و هو البروتين الناتج من استخدام الخمائر و البكتريا و الطحالب في تغذية الدواجن بعد معاملتها و معالجتها بالطرق المناسبة و طحنها لتصبح في صورة جيدة و هذه المصادر تحتوى على بروتين يصل إلى 80% و غنية في محتواها في كثير من الأحماض الامينية و الفيتامينات والأملاح المعدنية, و تعمل على زيادة معدل النمو و تقليل نسبة النافق بين الطيور و زيادة نسبة التصافي في الذبائح.
4- التوسع في استخدام الأحماض الامينية الصناعية و خاصة بعد التقدم فى علوم الكيمياء حيث تنتج هذه الأحماض بصور صناعية و بتكلفة مناسبة, ولكن لا بد من التأكد من عدم احتواءها على مواد أخرى تضر بصحة الطيور و الإنسان.
5- لا بد من استخدام بعض الإنزيمات مع المصادر النباتية مثل استخدام إنزيم الفايتيز Phaytase عند استخدام المصادر النباتية للاستفادة من عنصر الفسفور, مع مراعاة كيفية الإضافة الصحيحة للإنزيمات أثناء تصنيع العلف لأنها تتأثر بالحرارة.
6- يمكن استخدام مصادر الدهون الحيوانية للعلائق النباتية لإمدادها بالطاقة العالية اللازمة للأعلاف و لعدم التأثير على شكل و صفات الذبيحة, و كذلك خواص الأعلاف الفيزيائية.
المراجع:
1- تكنولوجيا الدواجن (2002), الطبعة الأولى, د إبراهيم مرسى
2- السمان (تربية - رعاية - تغذية - مشاريع), 2005 , أ. د. صلاح أبو العلا
3- مجلة دواجن الشرق الأوسط و شمال أفريقيا (2001) العدد 161
4- مجلة دواجن الشرق الأوسط و شمال أفريقيا (2003) العدد 169
إعداد: أكــرم حمــدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق